سورة يونس - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (يونس)


        


{وأوحينا إلى موسى وأخيه...} الآية. لمَّا أُرسل موسى صلوات الله عليه إلى فرعون أمر فرعون بمساجد بني إسرائيل فَخُرِّبت كلُّها، ومُنعوا من الصَّلاة، فأُمروا أن يتَّخذوا مساجد في بيوتهم، ويصلُّوا فيها خوفاً من فرعون، فذلك قوله: {تَبَوَّأا لقومكما} أَيْ: اتَّخذا لهم {بمصر بيوتاً} في دورهم {واجعلوا بيوتكم قبلة} أَيْ: صلُّوا في بيوتكم لتأمنوا من الخوف، وقوله: {ربنا ليضلوا عن سبيلك} أَيْ: جعلت هذه الأموال سبباً لضلالهم؛ لأنَّهم بطروا، فاستكبروا عن الإِيمان {ربنا اطمس على أموالهم} امسخها وأذهبها عن صورتها، فصارت دراهمهم ودنانيرهم حجارةً منقوشةً صحاحاً وأنصافاً، وكذلك سائر أموالهم {واشدُدْ على قلوبهم} اطبع عليها حتى لا تلين ولا تنشرح للإِيمان {فلا يؤمنوا} دعاءٌ عليهم {حتى يروا العذاب الأليم} يعني: الغرق، فاستجيب في ذلك، فلم يؤمن فرعون حتى أدركه الغرق.


{قال قد أجيبت دعوتكما} وذلك أنَّ موسى دعا، وأمَّن هارون {فاستقيما} على الرِّسالة والدًّعوة {ولا تَتَّبِعَانِّ سبيل الذين لا يعلمون} لا تسلكا طريق الذين يجهلون حقيقة وعدي فتستعجلا قضائي، وقوله: {فأتبعهم فرعون وجنوده} طلبوا أن يلحقو بهم {بغياً} طلباً للاستعلاء بغير حقٍّ {وعدواً} ظلماً {حتى إذا أدركه الغرق} تلفَّظ بما أخبر الله عنه حين لم ينفعه ذلك، لأنَّه رأى اليأس وعاينه، فقيل له: {آلآن وقد عصيت قبل} أَيْ: آلآن تؤمن أو تتوب؟ فلمَّا أغرقه الله جحد بعض بني إسرائيل غَرَقَةُ، وقالوا: هو أعظم شأناً من أن يغرق، فأخرجه الله سبحانه من الماء حتى رأوه، فذلك قوله: {فاليوم ننجيك} نخرجك من البحر بعد الغرق {ببدنك} بجسدك الذي لا روح فيه {لتكون لمَنْ خلفك آية} نكالاً وعبرةً {وإنَّ كثيراً من الناس} يريد: أهل مكَّة {عن آياتنا} عمَّا يراد بهم {لغافلون}.


{ولقد بوَّأنا بني إسرائيل مبوَّأ صدق} أنزلنا قريظة والنضير منزل صدقٍ، أَيْ: محموداً مختاراً، يريد: من أرض يثرب، ما بين المدينة والشّام {ورزقناهم من الطيبات} من النَّخل والثِّمار، ووسَّعنا عليهم الرِّزق {فما اختلفوا} في تصديق النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأنَّه رسولٌ مبعوثٌ {حتى جاءهم العلم} حقيقةُ ما كانوا يعلمونه، وهو محمَّد عليه السَّلام بنعته وصفته، والقرآن، وذلك أنَّهم كانوا يُخبرون عن زمانه ونبوَّته، ويؤمنون به، فلمَّّا أتاهم اختلفوا، فكفر به أكثرهم.
{فإن كنت في شك} هذا في الظَّاهر خطابٌ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، والمراد به غيره من الشَّاكِّين في الدِّين، وقوله: {فَاسْأَلِ الذين يقرؤون الكتاب من قبلك} يعني: مَنْ آمن من أهل الكتاب، كعبد الله بن سلام وأصحابه، فيشهدون على صدق محمد، ويخبرون بنبوَّته وباقي الآية والتي تليها خطاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم والمراد به غيره.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9